تصاعدت خلال الساعات الماضية وتيرة العنف في السودان بعد هجوم شنته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين بمدينة الفاشر التابعة لولاية شمال دارفور.
وأسفر الهجوم عن سقوط مئات الضحايا المدنيين، ما دفع منظمات دولية وحكومات إلى إطلاق إدانات واسعة لما وصفوه بـ”الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني”.
هجمات دامية ونزوح جماعي
وبحسب وسائل إعلام سودانية قال وزير الصحة في إقليم دارفور، بابكر حمدين، إن الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع خلال الأيام الماضية أدت إلى مقتل أكثر من 320 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال، مؤكدًا أن 64 قرية أُحرقت بالكامل في محيط الفاشر.
وأوضح حمدين أن “ما يجري في دارفور لا يمكن وصفه بصراع مسلح فحسب، بل هو عملية منظمة تهدف لطرد السكان من أراضيهم”، مشيرًا إلى موجة هجرة قسرية بدأت فعليًا من معسكر زمزم باتجاه مدينة الفاشر.
انهيار البنية الطبية
اتهمت السلطات المحلية قوات الدعم السريع باستهداف المنشآت الطبية وطواقمها، ما أدى إلى تعطيل معظم مستشفيات مدينة الفاشر.
كما أعلنت منظمة “ريليف إنترناشونال”، وهي آخر منظمة كانت تقدم خدمات صحية في معسكر زمزم، أن مركزها الطبي تعرّض لهجوم مسلح أودى بحياة تسعة من موظفيها. وأكدت أن الهجوم كان “متعمدًا” ويستهدف القضاء على آخر منشأة طبية في المخيم.
الدعم السريع تنفي مسؤوليتها عن أحداث الفاشر
في المقابل، نفت قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن الهجمات على المدنيين ومرافق الرعاية الصحية،
وقالت بحسب وسائل إعلام تابعة لها إنها تلتزم بالقانون الإنساني الدولي، متهمة الجيش السوداني بشن حملة إعلامية ضدها لتشويه صورتها
لكن تقارير مستقلة وشهادات محلية تشكك في هذا النفي، وتوجه أصابع الاتهام للدعم السريع في تنفيذ هجمات ممنهجة.
جرائم حرب مكتملة الأركان في الفاشر
من جانبها أعلنت منظمة “اليونيسف” أن 23 طفلاً لقوا حتفهم خلال ثلاثة أيام فقط في معسكر زمزم نتيجة القصف وانعدام الغذاء والدواء.
كما قالت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين إن الهجمات استمرت على مدى ثلاثة أيام، واستهدفت منازل وأسواقًا ومرافق صحية، مخلفة مئات القتلى والجرحى، غالبيتهم من النساء والأطفال.
ووصفت المنسقية ما حدث بأنه “جرائم حرب مكتملة الأركان لا تسقط بالتقادم”.
حاكم دارفور يستغيث بالعالم بعد أحداث الفاشر
بدوره، وجه حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، نداء عاجلًا إلى شباب دارفور لفك الحصار عن مدينة الفاشر ومحلية أم كدادة، واصفًا ما يحدث بأنه “إبادة منسية يغض العالم الطرف عنها”، وداعيًا إلى تصنيف قوات الدعم السريع كـ”منظمة إرهابية” بسبب “انتهاكاتها المتكررة”.
إدانات دولية لـ أحداث الفاشر
ووفق تقارير صحفية تصاعدت ردود الأفعال الدولية على الأحداث في زمزم والفاشر، حيث أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سقوط المدنيين، مطالبًا بضمان ممرات آمنة لإخلاء المدنيين.
كما طالبت الولايات المتحدة بفتح ممرات إنسانية فورا ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة. وأكدت السعودية والإمارات وبريطانيا ضرورة احترام القانون الدولي، وإتاحة الفرصة لوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
اقرأ أيضا
يفوق ليبيا واليمن.. دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة في السودان- ما القصة؟
