أحيانًا يكون البحث عن فرص مختلفة للاستثمار هو الملاذ الصحيح والواجب، ومن بين المجالات التي لم تحظَ باهتمام كافٍ حتى الآن هو استخدام نوى التمور في الصناعات المختلفة.
بلغة الأرقام تحتل مصر المركز الأول عالميًا في إنتاج التمور، حيث يتجاوز الإنتاج حاجز الـ 1.7 مليون طن، كما تمتلك مصر ثروة هائلة من ثروة النخيل، مع وجود خطط لمزيد من المشروعات الزراعية القائمة على النخيل.
نوى التمور.. الاستثمار المنسي
ونتيجة الثروة المصرية من التمور، أصبح الاستثمار في نوى التمور ضرورة خلال الفترة المقبلة، حيث يجب ألا يتم اعتباره استثمرًا منسيًا على الدوام، بل يجب أن يتم استغلالها خاصة مع استخداماته العديدة.
وأشار تقرير صادر عن معهد بحوث وقاية النباتات التابع لمركز البحوث الزراعية، إلى أن النواة تشكل حوالي 25% من الثمرة نفسها، كما يختلف التركيب الكيماوي للنوى حسب نوع التمور نفسها ولكن هذا الاختلاف محدود.
اقرأ أيضًا: للحفاظ على ثروة النخيل.. 9 إجراءات ضرورية لزيادة إنتاج التمور
كما أشارت إحدى الدراسات إلى أن نوى التمور الأمهات والسمانى والابريمى والسيوى والزغلول المحمص والمطحون لها تأثير خافض للحرارة ويعالج مرض السكر بتخفيض نسبة السكر فى الدم.
فوائد علاجية كبيرة لنوى التمور
وأوضح التقرير أنه يمكن استخدام النوى في العديد من الصناعات، وكذلك في العديد من الأمور العلاجية وذلك على النحو التالي:
– تقوية البصر وزيادة حدته، كما أنها تساهم فى التخلص من أمراض العيون.
– علاج أمراض الشعر وفروه الرأس، حيث إن نوى التمور تستخدم لتطويل الشعر وتقويته وزياده كثافته.
– تسكين وتخفيف آلام الأسنان، وذلك بتكسير النواة وجعلها في الفم واستحلابها، حيث تقوم المادة الموجودة فيها بالتخدير لتميزها بطعم مر وقابض كما تخفف من آلام العضلات والمفاصل.
اقرأ أيضًا: مصر تتصدر العالم.. أكبر 10 دول في إنتاج التمور
– تستخدم لقتل البكتريا والميكروبات وإبادتها.
– تجديد الدم وتنقيته فى الجسم.
– علاج النقرس لاحتوائه على نسبة كبيرة من المواد القلوية.
– علاج لأمراض الكلى والالتهاب الكلوي، وطرد الحصى والأملاح.
الدخول في العديد من الصناعات
فوائد نوى التمور لا تقتصر على الأدوية والعلاج فقط، بل إنها تدخل في العديد من الصناعات وذلك على النحو التالي:
– صناعة الكاكاو أو كبديل عن الكاكاو لأن لها نفس نكهة وطعم الكاكاو دون القدرة على التفريق بينهم.
– يستخدم كعلف حيواني، حيث يحتوي على هرمون يعرف باسم سترون بمعدل 1.9 ملليجرام /كجم يعمل كمنشط لنمو الحيوانات عن طريق زيادة مستوى الأحماض الأمينية بالدم والإسراع في دخول تلك الأحماض إلي الأنسجة المختلفة بالجسم وارتفاع معدلات الزيادة الوزنية لحيوانات التسمين.
– استخراج الزيت بنسبة 8%، كما يُستخدم في صناعة الصابون الطبي.
– يستعمل نوى التمور كوقود للأفران أو عمل الفحم، كأقراص تُستخدم لامتصاص غازات الجهاز المعوى ومعالجة انتفاخ البطن ولامتصاص بعض المواد السامة.
– الدخول في صناعة الكربون.
قفزة في صادرات التمور
من ناحية أخرى قفزة في صادرات العام الماضي
من ناحية أخرى أكد تقرير صادر عن المعمل المركزى للأبحاث وتطوير نخيل البلح بمركز البحوث الزراعية التابعة لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن معدلات تصدير التمور في مصر كانت تتراوح بين 45 و50 ألف طن، ولكن بعد التوسع خلال السنوات الماضية في زراعة الأصناف الفاخرة مثل البرحي والمجدول، بدأت القيمة التسويقية للتمور المصرية في الارتفاع، حيث تم تصدير 67 ألف طن العام الماضي بما يعادل 88 مليون دولار.
اقرأ أيضًا: «السكوتي» تاج التمور.. لونه ومذاقه سر الإقبال عليه وهذه أماكن زراعته
وأوضح الدكتور عز الدين جاد الله، مدير المعمل المركزي للنخيل أن سبب الاهتمام المتزايد من الدولة بإنتاج وصناعة التمور في هذه المرحلة، هو اعتبار محصول التمور محصولًا استراتيجيًا.
وأشار إلى أنه في الآونة الأخيرة تم زراعة عدد من الأصناف ذات القيمة التسويقية العالية داخليًا وخارجيًا مثل صنف المجدول والبرحي، على عكس الأصناف المحلية الرطبة مثل صنف السماني والزغلول والحياني والأمهات وبنت عيشة والعمري، بالإضافة إلى الأصناف الجافة مثل السكوتي والبرتمودا، التي كانت قيمتها التسويقية منخفضة في السابق.