في ثان زيارة خليجية له منذ تسلّمه منصب الرئاسة في يناير الماضي، توجه رئيس سوريا الانتقالي أحمد الشرع إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، على رأس وفد رسمي ضم وزير الخارجية أسعد الشيباني.
زيارة اعتبرها المراقبون خطوة دبلوماسية ذات أبعاد اقتصادية وسياسية، جاءت في وقت تسعى فيه دمشق إلى تعزيز حضورها الإقليمي وكسر العزلة المفروضة عليها منذ أكثر من عقد.
وتوّجت الزيارة بلقاء جمع الرئيس الشرع مع نظيره الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في قصر الشاطئ بالعاصمة أبوظبي، حيث ناقش الجانبان سبل تطوير العلاقات الثنائية، وملف إعادة إعمار سوريا، وتحديات المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد.
إنجازات عظيمة
وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، وصف الزيارة بأنها “حققت إنجازات عظيمة”، مشيراً إلى أنها أثمرت خصوصًا في ملفات الاستثمار، واستئناف حركة الطيران بين البلدين، وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وقال الشيباني في تغريدة له عبر منصة “إكس”: “بجهود فخامة الرئيس أحمد الشرع، تحقّقت اليوم إنجازات عظيمة في دولة الإمارات، خاصة في مجالات الاستثمار، واستئناف حركة الطيران، وتعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات”.
بجهود فخامة الرئيس أحمد الشرع، تحققت اليوم إنجازات عظيمة في دولة الإمارات، خاصة في مجالات الاستثمار، واستئناف حركة الطيران، وتعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات. pic.twitter.com/g6Zuz5evza
— أسعد حسن الشيباني (@AssadAlshaibani) April 13, 2025
ووفق مراقبون فإن هذه التصريحات تعكس الأهمية الاستثنائية التي توليها دمشق لهذا الانفتاح الخليجي، الذي من شأنه أن يسهم في تخفيف الأعباء الاقتصادية التي ترزح تحتها البلاد.
دعم الإمارات لإعادة إعمار سوريا
من جانبها، أكدت وكالة الأنباء الإماراتية أن الشيخ محمد بن زايد جدد دعم بلاده لسوريا، مشدداً على أهمية دعم الأشقاء في سوريا لمواجهة تحديات المرحلة الانتقالية، وإعادة بناء سوريا بما يلبّي تطلعات شعبها نحو مستقبل يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.
وأكد الشيخ محمد بن زايد موقف الإمارات الثابت تجاه وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها، معتبرًا أن استقرار سوريا يشكل “مصلحة للمنطقة كلها”، ومتعهدًا بأن بلاده “لن تدّخر جهداً في تقديم كل ما تستطيع من دعم إلى سوريا وشعبها الشقيق خلال الفترة المقبلة”.
إشادة دبلوماسية
وفي السياق ذاته، وصف أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، اللقاء بين الرئيس الشرع والشيخ محمد بن زايد بأنه “ناجح بكل المقاييس”.
تشرفت بحضور اجتماع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد مع فخامة الرئيس السوري أحمد الشرع، لقاء ناجح بكل المقاييس. وقد لمست حرص سموه تجاه دعم مسار بناء الدولة الحديثة في سوريا.
والإمارات، التي تحتضن جالية سورية مميزة، ترى في سوريا المزدهرة والمستقرة ركيزة ضرورية لمستقبل المنطقة. pic.twitter.com/4nZJuYXxua
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) April 14, 2025
وأوضح قرقاش أنه لمس حرصاً من القيادة الإماراتية على “دعم مسار بناء الدولة الحديثة في سوريا”، مضيفًا أن الإمارات ترى في سوريا “المزدهرة والمستقرة ركيزة ضرورية لمستقبل المنطقة”.
أفق جديد للعلاقات السورية – الخليجية
تحمل زيارة الرئيس السوري إلى الإمارات مؤشرات لمرحلة جديدة من الانفتاح العربي على دمشق، وسط تحولات إقليمية متسارعة.
ويُنظر إلى هذا التحرك الدبلوماسي بوصفه بداية لمسار سياسي واقتصادي قد يُفضي إلى عودة سوريا إلى محيطها العربي بشكل تدريجي، خاصة في ظل التحديات المشتركة التي تواجهها المنطقة.
ورغم أن تفاصيل الاتفاقات الموقعة لم تُكشف بعد، فإن عودة الرحلات الجوية، وبحث ملفات الاستثمار، وإعادة الإعمار، تمثل نقاط انطلاق حيوية لاقتصاد يعاني من أزمات متراكمة، وفرصة سياسية لترميم علاقات خارجية تضررت بفعل سنوات الحرب والعزلة.
اقرأ أيضا
كابوس الألغام يطارد المواطنين والضحايا بالمئات.. متى يتوقف نزيف الدم في سوريا ؟
